
إذا كان من الصعب لقاء الوزراء في هذه البلاد فإن أسهل شيء الآن هو لقاء وزير التجهيز والنقل الحالي فالرجل يتحرّك من الفجر ويقضي وقته ما بين زيارة موقع هنا وآخر هنالك أو تفقد طريق هنا أو معاينة طريق هنالك أو تفتيش تجهيزات هنا أو متابعة أشغال هنالك و هكذا دواليك إلى حدود منتصف الليل" و أقول لقد حصدت الجمهورية الإسلامية الموريتانية ثمار هذا الجهد الوطني الخالص حيث تهاطلت الإشادات و تواصلت التصريحات بمستوى التحضيرات الجيّد الذي جاء نتيجة شهور عديدة من العمل الدؤوب و المثابرة المتواصلة ذهبت كصورة جميلة في كل شعوبِ أدغال القارّة يحملها القادة الأفارقة عن الشعب الموريتاني الخالد.. لقد شيّدت اللجنة في فترة وجيزة القصور و عبّدت الطّرقات بأرصفتها و إشاراتها و تمّ رصد الاحتياطات و التجهيزات اللازمة الكثيرة.... إلخ و ليس ذاك إلا من أبسط قضايا التحضيرات المتشعّبة لمثل هذا النوع من القمم الأممية العصيبة.. أعتقد أن الأنظمة تكتب صفحات من مذكّراتها كل يوم بما أنجزت من العمران و ما أنصفت من بني الإنسان و ما أقامت من العدل و ما رفعت من الظلم و ما جعلت على الواجهة من المصلحين و ما طردت من المفسدين الذين ألفوا الظلم و الحيف و عدم القسط بين الناس حتى صار ذلك عَلَفهم و تِبْنهم اليومي.. و لقد كتبت هذه اللجنة الفنية التحضيرية برئيسها صفحات مشرقة من مذكّرات هذا النظام الخالد... لقد كانت اللجنة الفنية التحضيرية للقمّة الإفريقية الواحدة و الثلاثين برئيسها وزير التجهيز و النقل السيد/ محمدعبدالله أوداعه على مستوى الحدث و المسؤولية و التحدّي.. فحتى الآن ما تزال الإشادات تترى بمستوى التحضيرات الجيّد و زال مركز المرابطون الدولي محطّ أنظار العالم و الإعلام.. لقد اغتُنم الوقت الوجيز الذي تمّ فيه بناء معلمة معمارية فريدة من نوعها و التي تشكّل إنجازا وطنيا عزّ نظيره ولتكن التكاليف ما تكون المهمّ أنه أنجز وطبقا لمواصفات مبهرة للرائي يراها الأعمه و الأبله و الأعمش والأحول على حد سواء.. و كانت تسميّته ب" المرابطون" تسميّة موفّقة و جديرة بالاهتمام فالمرابطون هم أول نظام إسلامي في هذه الربوع امتدّ إشعاعه العلمي و نفوذه العسكري إلى رقعة أرضية واسعة تشكّل الآن الحيزّ الجغرافي لتسع دول هي: موريتانيا و الجزائر و المغرب و نيجيريا و مالي و جبل طارق و إسبانيا و البرتغال... و لم ينل هذا الاسم حظه من التخليد حتى عبر التاريخ المحلّي القديم فظلّ كالمقاومة مظلوما إلى حين هذا النظام.. فحتى قبل قيام الدولة الوطنية لا يوجد كتاب قديم ألّفه شنقيطي يتضمّن تاريخ هذه الدولة العظيمة إلا مع أوائل الكتاب المعاصرين مثل ابن حامدن و ابن الشيخ سيديا و حُق لهذا الشعب أن يفخر بهذا الإرث الحضاري الإسلامي الهام و يخلّده بمعلمة حضارية كهذه فقد لعب الملثّمون في صحرائهم منذ أزمان خلال القرن الحادي عشر ميلادي دورا بارزا ما تزال فضائله باقية و نوائله جارية.. فكل التهاني و التبريكات للشعب الموريتاني و للجنة المشرفة على نجاح القمّة الإفريقية الواحدة و الثلاثين ..
محمد محفوظ متالي كتب أحد المدوّنين "