
في هذه الإطلالة القصيرة سنحاول الخوض في معنى كلمة الأدب وتبيين بعض دلالاتها عبر حقب مختلفة من تاريخ هذه المفردة المشحونة بالدلالة في التراث العربي الأدب معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ وهو قسمان : كسبي وطبعي, فالطبعي: ما ارتبط بالصفات الحسنة والأوصاف المحمودة كالكرم والحلم والكسبي : يعرف بأنه الطريقة التي تعرف بها الإجادة في فني المنظوم والمنثور فكيف تطور هذا المفهوم ؟ وما رأي ابن خلدون فيه؟ مر هذا المفهوم في اللغة العربية بمراحل عديدة كان في كل مرحلة وليد تحول إجتماعي معين فقد تحولت هذه الكلمة (الأدب) من معناها الطبيعي الأول الذي هو الدعوة إلى المأدبة إلى معنى قريب منه يحمل دلالة نفسية متعلقة بالجانب الأخلاقي ومنه الحديث الشريف "أدبني ربي فأحسن تأديبي" لتكتسي الكلمة معنا آخر مع مجيء الإسلام حيث أصبح الدين أخلاقا يتخلق بها وأصبح الذين يعلمون أولاد الأمراء هذه الأخلاق يدعون ب(المؤدبين) ولم يكد القرن الهجري الثاني ينقضي حتى أصبح الأدب يشمل في دلالاته ذلك الجانب المهتم بالأشعار والأنساب وأخبار العرب وفي هذه الفترة ظهر مصطلح (حرفة الأدب) غير أن الكلمة لم ترتبط في دلالتها بالأدب وحده إلا مع نهاية القرن الثالث الهجري وبداية الرابع حيث أصبح مصطلح "الأدب" مصطلحا قائما بذاته فما رأي ابن خلدون في الأدب؟ يقول ابن خلدون في معرض حديثه عن الأدب "هذا العلم لا موضوع له ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها وإنما المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته وهي : الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم " وبعد حديث مسترسل يقرر ابن خلدون أن "الأدب هو: حفظ أشعار العرب وأخبارها والأخذ من كل علم بطرف"